أمن واستقرار سوريا: تقييم وتوقعات
Published: June 22, 2025
خلاصة تنفيذية: تقييم يركّز على الأمن أولاً لصناع القرار
التفجير الانتحاري اللي نفذه تنظيم داعش بتاريخ 22 حزيران 2025 على كنيسة مار الياس بدمشق، واللي راح ضحيته أكتر من 20 شخص، هو المحفز الأساسي لهالتقييم الأمني لسوريا. صحيح إن المبادرات الدبلوماسية والاقتصادية الأخيرة — ومنها رفع العقوبات الأمريكية — عطت تفاؤل كبير، بس هالهجوم بيثبت بشكل قاطع إن الاستقرار الأساسي المطلوب لتعافي مستدام لسا هش كتير. بالنسبة للمستثمرين وصناع السياسات ورجال الأعمال، فهم المشهد الأمني مو مجرد اعتبار ثانوي، بل هو المحدد الرئيسي للمخاطر والفرص.
هالتقرير بيتجاوز العناوين الاقتصادية ليقدّم تحليل دقيق ومفصّل للتهديدات الأمنية المتشابكة اللي بتواجهها الحكومة الانتقالية السورية. ومنستنتج إنو صحيح في فرصة لانتقال ناجح، بس هالفرصة ضيقة ومحفوفة بالمخاطر. البلد عم يواجه تحدي على عدة جبهات من تنظيم داعش اللي عم يرجع بقوة، وتمرد مستمر من الموالين للنظام السابق، وتقلبات جيوسياسية بتسببها الأطراف العسكرية الخارجية، وعدم استقرار بنيوي متجذر من تركة الصراع.
التهديدات الأمنية الرئيسية وتداعياتها:
- عودة ظهور داعش وتكيّفه: التنظيم تطور من تمرد ريفي لتهديد غير متماثل متطور، قادر ينفذ عمليات إرهابية بالمدن تخلف ضحايا كثر. هدفه الاستراتيجي هو تحطيم ثقة الناس وإفشال المرحلة الانتقالية. هالشي بيشكّل تهديد مباشر وعالي التأثير على الأفراد والممتلكات واستقرار السوق بكل المدن الكبرى.
- تمرد الموالين والخطر الطائفي: في تمرد مسلح بشكل جيد بالمناطق الساحلية والوسطى عم يشتغل بنشاط لزعزعة استقرار الدولة، وغالباً عن طريق العنف الطائفي. هاد التهديد بيأثر بشكل مباشر على التماسك الاجتماعي وبيخلق "مناطق محظورة" للعمليات والاستثمار، خصوصاً باللاذقية وطرطوس وحمص.
- نقاط التوتر الجيوسياسية: سوريا لسا مسرح للصراع الإقليمي. العمليات العسكرية الإسرائيلية المنتظمة والردود على الوكلاء المرتبطين بإيران بتخلق خطر تصعيد دائم ممكن يعطل سلاسل الإمداد، ويغلق المجال الجوي، ويهدد مشاريع البنية التحتية.
- عدم الاستقرار المتجذر: انتشار الذخائر غير المنفجرة بيشكّل خطر يومي ومميت على العمليات، وبنفس الوقت انتشار عدالة الاقتصاص (الثأر) والجريمة المنظمة بيدل على ضعف سيادة القانون، وهالشي بيعقّد تنفيذ العقود وبيخلق بيئة عمل غير متوقعة.
نظرة استراتيجية لصناع القرار: الحكومة السورية الانتقالية حققت تقدم موثوق بإصلاح الحكم وحصلت على دعم دولي حيوي. مع هيك، نجاحها النهائي بيعتمد على قدرتها على احتواء هالتهديدات الأمنية.
- للمستثمرين: البيئة الحالية بتتطلب نهج بيحط الأمن أولاً. ضخ رأس المال لازم يكون على مراحل ومستهدف جغرافياً، مع وجود خطط طوارئ قوية لأي تدهور أمني. الطبيعة المؤقتة للإعفاء من العقوبات الأمريكية (بينتهي بـ23 تشرين الثاني 2025) بتضيف طبقة خطر سياسي حاسم لازم يتم احتسابه بأي التزام طويل الأمد.
- لصناع السياسات: الأولوية الاستراتيجية هي تعزيز القدرات الأمنية للحكومة الانتقالية. هاد هو الطريق الوحيد لسلام مستدام. الدعم لازم يكون موجه لبناء مؤسسات فعالة لمكافحة الإرهاب وتطبيق القانون، وتمويل جهود واسعة النطاق لنزع الألغام، والعمل بنشاط لخفض التوترات العسكرية الإقليمية.
سوريا اليوم على مفترق طرق. طريق الاستقرار ممكن، بس بيتطلب تقييم واقعي وواضح للمخاطر الجسيمة. الفشل بإعطاء الأولوية لهالتهديدات الأمنية وتخفيفها رح يقوّض كل التقدم الاقتصادي والسياسي، وممكن يرجع البلد لصراع مفتت.
1. مقدمة: حكاية سوريتين
سقوط نظام الأسد في كانون الأول 2024 قابله موجة من التشاؤم الخارجي. تحليلات من مؤسسات متل بروكينغز ومجموعة الأزمات الدولية أشارت بحق لمخاطر انهيار الدولة، وفراغ فوضوي بالسلطة، وتجدد الحرب الأهلية. بس هي التوقعات بتتناقض بشكل صارخ مع الزخم الملموس على أرض الواقع. تقرير "سولت" عن مزاج قطاع الأعمال السوري للربع الأول من عام 2025، وثّق تيار كامن من الصمود ورغبة قوية بشراكة غربية، وهو شعور تأكد هلأ من خلال التزامات استثمارية بمليارات الدولارات.
هالتقرير بيسعى للتوفيق بين هدول الروايتين. باستخدام تفجير كنيسة دمشق بتاريخ 22 حزيران كمنظار، منقدّم تقييم واقعي للمخاطر الأمنية اللي بتهدد تعافي سوريا. منجادل إنو صحيح المخاطر حادة، بس التقدم المتزامن بالحوكمة وإعادة الاندماج الاقتصادي بيوفر قوة موازنة قوية. بالنسبة لصناع القرار، النجاح بيكمن بفهم هالتناقض والتعامل معه.
2. زخم التعافي: أساس للتفاؤل
رغم التحديات الأمنية، التقدم اللي حققته الحكومة الانتقالية بأول ست أشهر إلها كبير وبيشكّل أساس لنظرة متفائلة بحذر.
إنجازات اقتصادية ودبلوماسية
الانفراجة الدبلوماسية السريعة فتحت المجال لإمكانيات اقتصادية كبيرة. اللحظة المحورية كانت إصدار الرخصة العامة الأمريكية رقم 25 بتاريخ 23 أيار 2025، واللي رفعت العقوبات الشاملة وترافقت مع إعفاء لمدة 180 يوم من قانون قيصر. هي الخطوة، المدعومة من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، حفّزت الانتعاش:
- استثمارات كبرى: تم الالتزام بأكتر من 8 مليار دولار كاستثمارات أجنبية. هالشي بيشمل صفقة طاقة وإعادة إعمار بقيمة 7 مليار دولار مع كونسورتيوم قطري-تركي-أمريكي، ومذكرة تفاهم بقيمة 800 مليون دولار مع موانئ دبي العالمية لمرفأ طرطوس، وعقد بقيمة 230 مليون يورو مع شركة CMA CGM لمرفأ اللاذقية.
- التطبيع المالي: الليرة السورية تحسنت بأكتر من 25% مقابل الدولار الأمريكي بعد إعلان رفع العقوبات. صندوق النقد الدولي والبنك الدولي رجعوا يتواصلوا لأول مرة من أكتر من عقد، والبنك المركزي عم يشتغل بنشاط ليرجع ينضم لـنظام المدفوعات الدولي سويفت (SWIFT).
- إعادة الاندماج الدولي: زيارة الرئيس أحمد الشرع الرسمية لباريس واجتماعاته رفيعة المستوى مع قادة أمريكيين وأتراك وخليجيين رجّعت سوريا بقوة على الساحة الدولية.
بناء الدولة وإصلاح الحوكمة
الحكومة الانتقالية أخدت خطوات موثوقة لتفكيك هياكل النظام القديم القمعية وبناء مؤسسات جديدة خاضعة للمساءلة.
- إصلاح قطاع الأمن: إعادة هيكلة وزارة الداخلية بتاريخ 24 أيار، واللي ألغت فرع الأمن السياسي سيء السمعة، هي إصلاح تاريخي. تأسيس إدارات جديدة لمكافحة الإرهاب وأمن الحدود بيشير لتحول نحو جهاز أمني محترف وغير أيديولوجي.
- العدالة الانتقالية: تشكيل هيئة العدالة الانتقالية وهيئة وطنية للمفقودين بشهر أيار بيعالج مظلمة أساسية للسكان وهو خطوة حاسمة باتجاه المصالحة الوطنية.
- سيادة القانون: تم الإعلان عن مدونة سلوك عسكرية جديدة بـ 30 أيار، وصدر مرسوم من مجلس الإفتاء الأعلى بـ 6 حزيران يحرّم بشكل صريح أعمال الاقتصاص (الثأر)، بهدف إعادة ترسيخ احتكار الدولة للعدالة.
3. التحدي الأمني: تقييم واقعي للمخاطر
هاد الزخم الإيجابي عم يتعرض باستمرار لاختبار من بيئة أمنية متعددة الأوجه. تفجير دمشق ما كان حالة شاذة، بل عرض لتهديدات أعمق ومستمرة.
التهديد غير المتماثل: داعش 2.0
بعد ما خسر "خلافته" على الأرض، تكيّف تنظيم داعش وصار تمرد قوي. هدفه الأساسي هو تخريب المرحلة الانتقالية وإثبات إن الدولة الجديدة غير شرعية وغير قادرة على توفير الأمن.
- قدرة على الإرهاب بالمدن: هجوم 22 حزيران بيثبت قدرة التنظيم على تخطيط وتنفيذ عمليات بتوقع ضحايا كثر بقلب العاصمة. هالتكتيك مصمم لزيادة الخوف لأقصى حد وتأجيج الانقسامات الطائفية.
- تمرد ريفي: التنظيم محافظ على حملة مستمرة من هجمات العبوات الناسفة والكمائن والاغتيالات بالبادية (الصحراء) الوسطى والشرقية، مستهدفاً الدوريات الأمنية والبنية التحتية للطاقة لتعطيل سيطرة الدولة.
- النية الاستراتيجية: دعاية داعش هلأ عم تستهدف الحكومة الانتقالية بشكل صريح. المعلومات الاستخباراتية بتشير لتحول استراتيجي لنقل عناصر من ذوي الخبرة لخلايا نائمة بالمدن، وهالشي بيشكل تهديد طويل الأمد لكل المراكز السكانية الكبرى.
تمرد الموالين: خط صدع طائفي
في تمرد مسلح بشكل جيد ومتحفز، مكون من موالين سابقين لنظام الأسد، بينشط بالمناطق الساحلية والوسطى. مع إنو ما بيشكل تهديد وجودي للدولة، بس هو محرك كبير لعدم الاستقرار والعنف الطائفي.
- التركيز الجغرافي: التمرد متركز بمحافظتي اللاذقية وطرطوس ذات الغالبية العلوية، مستغلًا مخاوف هالطائفة ومظالمها.
- التكتيكات: المجموعة بتستخدم تكتيكات حرب العصابات الكلاسيكية، متل كمائن الحواجز، الاغتيالات، وتخريب البنية التحتية. اكتشاف مخابئ أسلحة كبيرة ومتطورة بيدل على درجة عالية من التنظيم.
- الخطر الطائفي: الصراع إله بُعد طائفي حاد. المجازر اللي صارت خلال اشتباكات آذار بجبلة بتسلط الضوء على خطر إنو هاد التمرد يشعل صراع طائفي أوسع، وهالشي رح يكون مدمر لجهود المصالحة الوطنية.
التقلبات الجيوسياسية والأطراف الخارجية
استقرار سوريا لسا رهينة لديناميكيات القوة الإقليمية، وبالأخص الصراع المستمر بين إسرائيل وإيران.
- العمليات العسكرية الإسرائيلية: إسرائيل تبنت موقف استباقي وعدواني لمنع أي تموضع معادٍ على حدودها. تقاريرنا الميدانية (SITREPs) رصدت زيادة كبيرة بالتوغلات البرية الإسرائيلية (أكتر من 12 مرة بالأسبوع أحياناً بشهر حزيران) واستمرار الغارات الجوية على أهداف عسكرية وأهداف يُزعم أنها تابعة لوكلاء بإيران بأنحاء البلد.
- خطر التصعيد: هي الأعمال بتخلق بيئة عالية المخاطر. الهجوم الصاروخي بـ 3 حزيران من سوريا على إسرائيل، والرد الإسرائيلي الواسع اللي تلاه، بيوضحوا كيف ممكن الحوادث المحلية تتصاعد بسرعة، وتهدد بتعطيل التجارة والاستثمار وجهود الاستقرار بشكل عام.
4. المخاطر البنيوية ومسارات التخفيف
بعيداً عن الجماعات المسلحة النشطة، تركة الصراع خلقت مخاطر بنيوية بتشكل تحدي للتعافي. بس لكل خطر، الحكومة عم تتبع استراتيجيات واضحة لمواجهته.
فراغ سيادة القانون: انهيار النظام القديم خلق فراغ انتشرت فيه عدالة الاقتصاص (الثأر) والجريمة المنظمة. هاد هو أخطر تهديد اجتماعي. بياناتنا بتظهر إن عمليات القتل الانتقامية كانت السبب الرئيسي للوفيات العنيفة بأوائل عام 2025.
- المواجهة: تأسيس الحكومة لآليات العدالة الانتقالية وإعادة هيكلة وزارة الداخلية هو رد مباشر. نشر قوات أمن عام محترفة بنقاط التوتر متل صحنايا والسويداء بيهدف لاستبدال حكم الميليشيات بسلطة الدولة وإعادة بناء ثقة الناس بسيادة القانون.
الخطر الخفي: الذخائر غير المنفجرة (UXO): الأراضي ملوثة بشكل خطير بالألغام والذخائر غير المنفجرة، اللي بتقتل وبتصيب المدنيين أسبوعياً وبتعيق النشاط الاقتصادي بشكل كبير، خصوصاً الزراعة والبناء.
- المواجهة: الحكومة أعلنت عن خطط لإنشاء مركز وطني لنزع الألغام وعم تتعاون بنشاط مع شركاء دوليين متل الدفاع المدني السوري لمواجهة هالتهديد. هاد "مكسب" واضح ممكن للدعم الدولي يكون إله تأثير مباشر وفوري فيه.
5. النظرة الاستراتيجية: السباق بين التعافي والمخاطر
سوريا عند نقطة انعطاف حاسمة. السباق بين الانتعاش الاقتصادي وقوى زعزعة الاستقرار رح يحدد مستقبلها. الزخم الإيجابي حقيقي وقوي، بس المخاطر الأمنية كبيرة بنفس القدر.
تقييم المخاطر والاحتمالية:
- احتمالية انهيار الدولة (منخفضة): مزيج الدعم الدولي الواسع، والاستثمارات الملموسة، وجهود بناء الدولة النشطة من قبل الحكومة بتخلي الانهيار الشامل غير مرجح على المدى القصير والمتوسط.
- احتمالية صراع محدود ومنخفض الحدة (عالية): هاد هو السيناريو الأكثر ترجيحاً للـ 12-18 شهر الجايين. هجمات داعش، وتمرد الموالين، والعنف الإجرامي المحلي رح يستمروا بتحدي الدولة. مع هيك، من غير المرجح إنهم يوقفوا المسار العام للتعافي، بشرط استمرار تحسن القدرات الأمنية للحكومة.
- احتمالية تصعيد كبير بين الدول (متوسطة): هاد هو العامل المجهول الأساسي. صراع مباشر ومستمر مع إسرائيل، بسبب أعمال الوكلاء أو سوء تقدير، ممكن يعرقل كل التقدم بسرعة. إنشاء قنوات لخفض التصعيد مؤخراً هو تطور إيجابي بيقلل من هاد الخطر.
التداعيات على صناع القرار
- للمستثمرين والشركات: فرضية الاستثمار بسوريا بتضل إيجابية بس مرتبطة بالأمن. النهج اللي بيحط الأمن أولاً، واللي بيتضمن ضخ رأس المال على مراحل وتقييمات محلية للمخاطر، هو أمر أساسي. الموانئ الساحلية والمراكز الحضرية بدمشق وحلب بتقدم نقاط الدخول الأكثر أماناً. الطبيعة المؤقتة للإعفاء من العقوبات الأمريكية (بينتهي بـ23 تشرين الثاني 2025) بتخلق جدول زمني حاسم؛ تجديده رح يكون أهم مؤشر على جدوى الاستثمار على المدى الطويل.
- لصناع السياسات: الأولوية الاستراتيجية واضحة: دعم قدرة الحكومة الانتقالية على ترسيخ الأمن. هي هي الطبقة الأساسية اللي بيعتمد عليها كل التقدم التاني. المساعدات الموجهة لمكافحة الإرهاب، وأمن الحدود، ونزع الألغام، ومبادرات سيادة القانون رح تحقق أعلى عائد للاستقرار.
التقييم النهائي: الهجوم بدمشق هو تذكير بالمخاطر اللي بتواجهها سوريا. مع هيك، ما لازم يغطي على التقدم الحقيقي اللي عم يصير. البلد عم يمشي لقدام، مدفوع بقطاع خاص صامد ومجتمع دولي رجع يتفاعل معه. الطريق صعب، بس الزخم باتجاه التعافي. للراغبين بالتعامل مع هالتعقيدات، فرصة المشاركة بإعادة بناء سوريا كبيرة وممكنة التحقيق.
ملحق
هالملحق بيقدم البيانات التفصيلية والحصرية اللي بيعتمد عليها تحليل التقرير الرئيسي. وهو مصمم ليعطي صناع القرار أساس مفصل ومبني على الأدلة لتقييم البيئة الأمنية المعقدة بسوريا.
أ. مصفوفة الجهات المُهدِّدة ونشاطها
الجهة المُهدِّدة | الأهداف | التكتيكات والأساليب (أمثلة حديثة من تقاريرنا الميدانية) | التركيز الجغرافي | تقييم "سولت" للقدرة/النية |
---|---|---|---|---|
تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) | تقويض الدولة الانتقالية، منع الاستقرار، تأجيج الطائفية، إعادة تأسيس ملاذات آمنة، والتجنيد. | إرهاب مدن: تفجيرات انتحارية (كنيسة دمشق، 22 حزيران)، عبوات ناسفة بالأماكن العامة. تمرد: كمائن ضد الدوريات (دير الزور، أيار)، اغتيالات مستهدفة، ابتزاز ("جباية") للشركات. دعاية: دعوات للمقاتلين الأجانب للانضمام للقتال ضد الحكومة الجديدة (صحيفة النبأ، أيار). | وسط وشرق سوريا (دير الزور، الرقة، بادية حمص)، مع نشاط متزايد للخلايا النائمة بالمدن الرئيسية (دمشق، حمص، حلب). | القدرة: تراجعت بس لسا صامدة. بتحتفظ بخبرة بالعبوات الناسفة والحرب غير المتماثلة. أثبتت قدرتها على اختراق المناطق عالية التحصين. النية: عالية. بتشوف المرحلة الانتقالية تهديد وجودي وفرصة بنفس الوقت. بتسعى لإثبات إن الدولة ما بتقدر توفر الأمن. |
موالون سابقون لنظام الأسد | زعزعة استقرار الحكومة الانتقالية، حماية مصالح طائفتهم، الانتقام، خلق ظروف لحركة مضادة محتملة. | تمرد: كمائن على الحواجز، اغتيال مسؤولين بالمرحلة المؤقتة. عنف طائفي: هجمات على مدنيين غير علويين، مجازر (اللاذقية، آذار). تخريب: حرق وتدمير بنية تحتية (خطوط كهرباء، اللاذقية، آذار). ضبط عبوات ناسفة متطورة وصواريخ مضادة للدروع بيدل على وجود إمداد منظم. | المحافظات الساحلية (اللاذقية، طرطوس) والمناطق المجاورة ذات الغالبية العلوية بحماة وحمص. | القدرة: متوسطة بس محلية. عندها وصول لمخازن أسلحة كبيرة وخبرة عسكرية. بتفتقر لقيادة موحدة. النية: عالية بس مجزأة. بشكل أساسي دفاعية ورد فعل، بس قادرة على شن هجمات منسقة ومزعزعة للاستقرار. |
الجيش الإسرائيلي | منع التموضع الإيراني/حزب الله، خلق منطقة عازلة منزوعة السلاح، إضعاف القدرات العسكرية السورية، والرد على التهديدات عبر الحدود. | غارات جوية: استهداف قواعد عسكرية، مستودعات أسلحة، وبنية تحتية يُزعم أنها تابعة لوكلاء (مرفأ اللاذقية، آذار؛ مطار حماة، نيسان). توغلات برية: دوريات منتظمة، إقامة حواجز، هدم مواقع سابقة للنظام، اعتقالات (عشرات التوغلات بالقنيطرة/درعا، أيار-حزيران). | جنوب سوريا (درعا، القنيطرة، ريف دمشق)، مع وصول الغارات الجوية لكل أنحاء البلد. | القدرة: تفوق عسكري ساحق. قدرة استخباراتية وضربات دقيقة. النية: عالية واستباقية. بتسعى لتشكيل البيئة الأمنية على حدودها بشكل حاسم. أعمالها ممكن تؤدي لتصعيد غير مقصود مع القوات الحكومية. |
شبكات الجريمة المنظمة | أنشطة هدفها الربح، استغلال الفراغات الأمنية. | تهريب مخدرات: إنتاج وتهريب كميات كبيرة من الكبتاغون (ضبط 14 مليون حبة بعملية سورية-تركية مشتركة، أيار). خطف مقابل فدية: حوادث منتظمة بحمص وريف دمشق. تهريب أسلحة: تزويد كل الأطراف، بما فيهم الموالين وجهات إقليمية (حزب الله). | كل المحافظات، متركزة على طول المناطق الحدودية (لبنان، الأردن، العراق) وبالمناطق اللي فيها سيطرة الدولة ضعيفة. | القدرة: عالية وقادرة على التكيف. شبكات متجذرة بعمق من اقتصاد الحرب. النية: مالية بحتة، بس أعمالها بتقوض سلطة الدولة بشكل مباشر وبتغذي العنف. |
ميليشيات / فصائل محلية | أمن محلي، حماية مصالح مجتمعية، تصفية حسابات، مقاومة سيطرة الحكومة المركزية. | عدالة الاقتصاص (الثأر): عمليات قتل مستهدفة لشخصيات سابقة بالنظام (شكّلت 71% من الوفيات غير الناتجة عن الذخائر بأسبوع واحد من حزيران). اشتباكات عشائرية/مجتمعية: نزاعات على الأراضي والموارد (درعا، حماة، السويداء). مقاومة نزع السلاح: اشتباكات مع القوات الحكومية على السيطرة (صحنايا، نيسان). | جنوب سوريا (درعا، السويداء)، أجزاء من حلب، ومناطق أخرى بهويات محلية قوية. | القدرة: متفاوتة من مجموعات صغيرة لتشكيلات منظمة (مثل اللواء الثامن بدرعا، ميليشيات الدروز). النية: بالدرجة الأولى محلية ودفاعية، بس ممكن تكون عامل معرقل رئيسي لجهود توحيد الدولة. |
ب. تقييم المخاطر الأمنية حسب المنطقة (حتى حزيران 2025)
المنطقة | التهديدات الأساسية | أبرز الحوادث الأخيرة (من تقاريرنا الميدانية) | تقييم الاستقرار/الخطر العام |
---|---|---|---|
دمشق وريف دمشق | إرهاب داعش بالمدن، جريمة منظمة، اشتباكات محلية بين موالين/طائفية. | 22 حزيران: تفجير انتحاري لداعش بكنيسة مار الياس يقتل 20+. أواخر نيسان: اشتباكات طائفية عنيفة بصحنايا تقتل العشرات. أيار/حزيران: اعتقالات مستمرة لخلايا موالين وضبط مخابئ أسلحة. | خطر متوسط-مرتفع |
المنطقة الساحلية (اللاذقية/طرطوس) | تمرد الموالين لنظام الأسد، عنف طائفي، جريمة منظمة. | 7 آذار: هجمات منسقة للموالين بجبلة تقتل >15 من القوات الحكومية. أيار/حزيران: اغتيالات منتظمة لشخصيات علوية ومسلحين موالين للأسد. 15 أيار: اكتشاف >1000 عبوة ناسفة متطورة بمستودع للموالين. 30 أيار: غارات جوية إسرائيلية على مواقع عسكرية ساحلية. | خطر مرتفع |
المنطقة الجنوبية (درعا/السويداء/القنيطرة) | عمليات عسكرية إسرائيلية، اشتباكات عشائرية، عدالة الاقتصاص (الثأر)، تهريب مخدرات، خلايا داعش. | حزيران: 18 توغل بري إسرائيلي بأسبوع واحد. 3 حزيران: إطلاق صواريخ من درعا على إسرائيل يثير رد إسرائيلي كبير. نيسان/أيار: اشتباكات كبيرة بين القوات الحكومية وفصائل محلية بدرعا وصحنايا. 12 حزيران: غارة إسرائيلية/اعتقالات ببيت جن. | خطر مرتفع |
المنطقة الوسطى (حمص/حماة) | تمرد الموالين، خلايا داعش بالبادية، جريمة منظمة، عدالة الاقتصاص. | 4 حزيران: اغتيال 8 رجال علويين بريف حماة. 25 أيار: ضبط 120+ صاروخ غراد كانت معدة للتهريب إلى لبنان. 10 حزيران: مقتل ضابط حكومي بهجوم مسلحين خارجين عن القانون بتلكلخ. حوادث ذخائر غير منفجرة منتظمة. | خطر مرتفع |
الشمال الشرقي (الحسكة/الرقة/دير الزور) | تمرد داعش، اشتباكات عشائرية، توترات غير محلولة بين قسد والحكومة. | أيار/حزيران: عشرات الهجمات لداعش على قسد والمدنيين. 2 أيار: اكتمال الانسحاب العسكري الأمريكي من قواعد دير الزور. 2 حزيران: تبادل أسرى كبير بين الحكومة وقسد. 1 حزيران: عبوة ناسفة لداعش تقتل 3 من مقاتلي الأسايش على طريق الرقة-الحسكة. | خطر متوسط (لكن متقلب) |
الشمال الغربي (حلب/إدلب) | اشتباكات بين الفصائل (الجيش الوطني)، جريمة منظمة، عناصر مقاتلين أجانب، ذخائر غير منفجرة. | 2 حزيران: نزع سلاح خط التماس عند سد تشرين بين الحكومة وقسد. 31 أيار: ضبط 800 كغ من الحشيش بالسفيرة. 10 حزيران: غارات بطائرات مسيرة أمريكية يُعتقد أنها استهدفت شخصيات من القاعدة بإدلب. تركيز عالٍ لضحايا الذخائر غير المنفجرة. | خطر متوسط |
ج. مؤشر عدم الاستقرار البنيوي: الذخائر غير المنفجرة وعمليات القتل (اقتصاص/ثأر) (2025)
الشهر | الوفيات المؤكدة بسبب الذخائر غير المنفجرة (مدنيين ومقاتلين) | عمليات القتل المؤكدة (اقتصاص/استهداف) لشخصيات من النظام السابق ومرتبطين به |
---|---|---|
كانون الثاني | 29 | 11 |
شباط | 41 | 18 |
آذار | 35 | 24 |
نيسان | 48 | 31 |
أيار | 52 | 39 |
حزيران (1-20) | 27 | 19 |
المصدر: بيانات مجمعة من تقارير "سولت" الميدانية الأسبوعية. تمثل هذه الأرقام الحد الأدنى والأرقام الفعلية على الأرجح أعلى.
د. جهاز أمن الدولة: إصلاحات وتعيينات رئيسية (2025)
- 29 آذار: تشكيل حكومة انتقالية مع وزراء تكنوقراط بالوزارات الاقتصادية الرئيسية. أعضاء هيئة تحرير الشام يحتفظون بالدفاع والداخلية والعدل.
- 15 أيار: تأسيس هيئة العدالة الانتقالية وهيئة وطنية للمفقودين.
- 24 أيار: إعادة هيكلة شاملة لوزارة الداخلية. تم إلغاء فرع الأمن السياسي. تأسيس إدارات جديدة لمكافحة الإرهاب، وأمن الحدود، والسجون والإصلاح.
- 30 أيار: الإعلان عن مدونة سلوك عسكرية جديدة للجيش السوري.
- 1 حزيران: الحل الرسمي للدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) ودمجه بوزارة الطوارئ والاستجابة للكوارث.
- 2 حزيران: الجولة الأولى من المحادثات الجوهرية بين الحكومة وقسد بدمشق تسفر عن اتفاق لتشكيل لجان فرعية مشتركة.
- 6 حزيران: مجلس الإفتاء الأعلى يصدر فتوى تحرم أعمال الانتقام الفردية، وتوجب اللجوء للقضاء.
هـ. الروابط الموثقة بين نظام الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)
الملخص التالي يوجز النتائج الرئيسية من تقرير معهد واشنطن "دور الدولة الإسلامية في استراتيجية نظام الأسد للبقاء"، بقلم ماثيو ليفيت، والذي يفصّل الدعم متعدد الأوجه من الحكومة السورية لداعش وسلفه، تنظيم القاعدة في العراق.
1. المنطق الاستراتيجي والسياسة المتعمدة
- نبوءة تحقق ذاتها: نظام الأسد اتخذ قراراً استراتيجياً بتمكين صعود داعش لتصوير كل المعارضة على أنها "إرهابيين"، وبالتالي إجبار المجتمع الدولي على الاختيار بين "الأسد أو نحرق البلد".
- تنسيق عالي المستوى: تمت صياغة هذه الاستراتيجية من قبل خلية إدارة الأزمة المركزية (CCMC)، وهي هيئة أمن قومي عليا تتبع مباشرة لبشار الأسد وتتألف من أكثر رؤساء مخابراته وأقاربه ولاءً.
- أولويات الاستهداف: ركز النظام جهوده العسكرية على فصائل المعارضة المعتدلة مثل الجيش السوري الحر، بينما تجنب إلى حد كبير الصراع مع داعش، خاصة في مرحلة التوسع المبكرة للتنظيم (2012-2015).
2. الدعم العملياتي والتكتيكي
- عمليات إطلاق سراح ممنهجة للسجناء: ابتداءً من عام 2011 (مثل المرسوم رقم 61)، أصدر النظام عفواً أطلق بموجبه سراح العديد من المتشددين الإسلاميين من سجون مثل سجن صيدنايا سيء السمعة. العديد من "خريجي صيدنايا" هؤلاء أصبحوا قادة كبار في داعش والجماعات الجهادية الأخرى.
- عدم اعتداء وتواطؤ عسكري:
- امتنع النظام بشكل متكرر عن استهداف المقرات والمواقع الرئيسية لداعش، مثل عاصمته الفعلية في الرقة.
- تشير الأدلة إلى أن النظام شن غارات جوية لدعم تقدم داعش ضد فصائل المعارضة الأخرى، لا سيما في حلب (حزيران 2015).
- انخرط النظام وداعش في صفقات إجلاء أعادت توجيه مقاتلي داعش بعيداً عن قوات النظام وباتجاه المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المعتدلة.
3. الترابط المالي والاقتصادي
- تجارة النفط والغاز: كان نظام الأسد من العملاء الرئيسيين للنفط والغاز من الحقول التي يسيطر عليها داعش. تم تسهيل هذه التجارة من قبل وسطاء مرتبطين بالنظام، بما في ذلك:
- جورج حسواني (شركة هيسكو): أدرجه كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على لوائح العقوبات لعمله كوسيط لشراء النظام للنفط من داعش.
- محمد القاطرجي: أدرجته وزارة الخزانة الأمريكية على لوائح العقوبات لتسهيله تجارة الوقود بين النظام وداعش، ولتوفير الإمدادات للمناطق التي يسيطر عليها داعش.
- تجارة الحبوب: رجال أعمال مرتبطون بالنظام، مثل سامر فوز، كانوا متورطين في نقل الحبوب من وإلى الأراضي التي يسيطر عليها داعش.
- الخدمات المصرفية والمالية: على عكس العراق، سمح نظام الأسد للبنوك السورية في الأراضي التي يسيطر عليها داعش بالبقاء على اتصال بمقراتها في دمشق والنظام المالي الدولي، مما وفر لداعش وصولاً مالياً حيوياً (FATF، 2015).
4. سابقة تاريخية: دعم تنظيم القاعدة في العراق
- تسهيل مرور المقاتلين الأجانب: قبل الحرب الأهلية عام 2011، تسامح نظام الأسد وسهّل "خطوط الجرذان" عبر سوريا، والتي كانت ضرورية لنقل المقاتلين الأجانب والأموال والأسلحة إلى تنظيم القاعدة في العراق (سلف داعش).
- شبكات إرهابية معروفة: أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية "شبكة أبو غادية" التي تتخذ من سوريا مقراً لها على لوائح العقوبات في عام 2008 لسيطرتها على تدفق الأفراد والموارد إلى تنظيم القاعدة في العراق بعلم الحكومة السورية.
- دعم مباشر للعملاء: قدم النظام دعماً مالياً ومادياً مباشراً لمسهّلي تنظيم القاعدة في العراق. فوزي الراوي، وهو زعيم جناح حزب البعث العراقي في سوريا، تم تعيينه من قبل الأسد نفسه، وكانت له علاقات وثيقة مع المخابرات السورية، وسهّل وصول مئات الآلاف من الدولارات والأسلحة والانتحاريين إلى تنظيم القاعدة في العراق نيابة عن النظام.